مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، أكتوبر 2019: في زيارتها الأولى إلى المملكة، رست سفينة الحاويات “MSC مينا”، وهي من الفئة الأضخم في العالم، في ميناء الملك عبدالله، الميناء السعودي الذي يتميز بقدرته على استقبال أكبر سفن العالم، وسط حفاوة كبيرة وبحضور ممثلين عن إدارة الميناء إلى جانب حشد من كبار المسؤولين من هيئة المدن الاقتصادية ومن عدد من الجهات الحكومية الفاعلة في الميناء، وممثلين عن كبار العملاء، الذين صعدوا على متن السفينة وشاهدوا ضخامة حجمها و سعتها الاستيعابية وتعرفوا على مكوناتها وتقنياتها المتطورة.
وتبلغ طاقة الاستيعابية لـ “MSC مينا” 23,656 حاوية قياسية، بطول كلي 400 م وعرض 61 م، وغاطس 16,5 م. وتتميز “MSC مينا” بقدرتها على استيعاب 24 صفاً من الحاويات بارتفاع 13 حاوية لكل صف. وتصنّف “MSC مينا” من الفئة “MSC ميغاماكس-24، وهي فئة سفن الحاويات الأضخم في العام، وهي فئة تسهم بحسب خبراء النقل في خفض استهلاك الوقود المطلوب لنقل كل حاوية، وبالتالي خفض تكاليف النقل الكلية وكذلك تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وكان ميناء الملك عبدالله قد أعلن عن شراكة مع MSC في سبتمبر 2013، ليستقبل بعد عام فقط سفينة الحاويات “MSC لندن”، والتي كانت في ذلك الحين أكبر سفينة حاويات ترسو بميناء سعودي، تلتها سفينة الحاويات “MSC مايا”، الأكبر في العالم في حينها، في أكتوبر 2015.
ويتميز ميناء الملك عبدالله ببنية تحتية قوية ومتطورة تشمل أرصفة حاويات بعمق 18 متر وهي الأعمق في العالم، كما أنه مزود بأكبر الرافعات في العالم وأكثرها تطوراً، والتي تستخدم أحدث التقنيات وتتمتع بطاقة رفع تصل إلى 65 طن وقدرة على مناولة 25 حاوية، بما يمكن الميناء من تقديم الخدمات لسفن الحاويات العملاقة، حالياً ومستقبلاً.
وأعلن ميناء الملك عبدالله مؤخراً عن إتمامه أكبر عملية تجارية من نوعها في تاريخ المملكة، مع تسلّمه 28 رافعة Liebherr من أحدث الرافعات في العالم، وذلك ضمن التحضيرات للبدء في المرحلة الجديدة من مشروع توسعة محطات الحاويات الذي كان قد أقر في مذكرة التفاهم التي وقعها ميناء الملك عبدالله مع شركة محطات الحاويات الوطنية في فبراير الماضي يوم افتتاح الميناء رسمياً بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله. وتقوم حالياً الفرق التقنية المختصة بتركيب هذه الرافعات في الميناء، حيث من المتوقع تشغيلها مع بداية العام القادم.
يذكر أن شركة MSC قد تأسست في عام 1970 كشركة خاصة، لتتحول إلى ثاني أكبر خطوط شحن الحاويات الرائدة في العالم ومقرها في جنيف. وتدير الشركة 480 مكتباً منتشرة في 155 دولة حول العالم ويعمل بها أكثر من 24000 موظف، وتنطلق رحلاتها عبر أكثر من 200 طريق تجاري لتتصل بأكثر من 315 منفذًا. وتتمتع MSC بشبكة خدمات متميزة جعلتها الحل العالمي المفضل للعديد من شركات الشحن في العالم.
ويعتبر ميناء الملك عبدالله، الذي تعود ملكيته لشركة تطوير الموانئ، أول ميناء في المنطقة يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص بالكامل. وسبق أن تم تصنيفه كأسرع موانئ الحاويات نمواً وضمن قائمة أكبر 100 ميناء في العالم بعد أقل من أربع سنوات على بدء عملياته التشغيلية. وتعمل بالميناء 10 من أكبر الخطوط الملاحية التي تقدم خدماتها المتكاملة للمصدرين والمستوردين، وتسير خطة أعمال تطوير الميناء بخطى ثابتة ورؤية واضحة ليصبح أحد الموانئ الرائدة في العالم، مستفيداً من مرافقه المتطورة وقربه من منطقة التجميع وإعادة التصدير ومركز الخدمات اللوجستية، ليقدم للعملاء الدعم اللوجستي ويمكنهم من تحقيق النمو المنشود.
– انتهى –
نبذة عن ميناء الملك عبدالله
ميناء الملك عبدالله هو أول ميناء يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص في المملكة والمنطقة، ويتميز بموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، أحد أهم مسارات التجارة البحرية العالمية، وبقربه من عدد من المدن الرئيسية واتصاله المباشر بشبكة مواصلات متنوعة ومترامية.
يشغل ميناء الملك عبدالله مساحة 17,4 كيلومتر مربع وهو يقع بجوار الوادي الصناعي ومنطقة إعادة التصدير بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومن المرتقب أن يساهم بشكل بالغ الأهمية في تعزيز الدور الإقليمي والدولي للمملكة في مجال التجارة والخدمات اللوجستية والشحن. سيتمكن الميناء عند اكتماله من مناولة 20 مليون حاوية قياسية، إلى جانب 1.5 مليون سيارة وكذلك 15 مليون طن من البضائع السائبة في كل عام.
يتميز الميناء بتجهيزاته ومرافقه المتطورة، وأرصفته الأعمق في العالم عند 18 متراً، بالإضافة إلى أرصفة الدحرجة، ونظام إدارة الميناء الالكتروني المتكامل، ما يجعله قادراً على استقبال سفن الشحن العملاقة الحديثة بفئاتها المختلفة، وتلبية الطلب المتنامي على خدمات الشحن في المملكة والمنطقة.
يعد ميناء الملك عبدالله مثالاً فريداً على الدور الهام المنتظر من القطاع الخاص للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، وهو في طريقه ليجسد طموح القائمين عليه بأن يصبح أحد أفضل الموانئ في العالم.