سنغافورة، مايو 2017
اختتم ميناء الملك عبدالله بنجاح مشاركته ورعايته للنسخة السادسة من مؤتمر ومعرض Sea Asia 2017، والذي أقيم مؤخراً في سنغافورة ضمن فعاليات أسبوع سنغافورة البحري، ونظمته كل من Seatrade ومؤسسة سنغافورة البحرية. وتزامنت هذه المشاركة الأولى من نوعها لميناء الملك عبدالله في السوق الآسيوي مع الجولة الآسيوية غير المسبوقة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي أسفرت عن اتفاقيات استثمارية متعددة من شأنها المساهمة في دعم دور المملكة في المشهد الدولي وتعزيز مكانتها المالية والاقتصادية واللوجستية بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لتبوأ مكانة متميزة كمركز لوجستي عالمي.
وافتتح المعرض معالي السيد كا بون وان، وزير النقل والوزير المنسق للبنية التحتية في سنغافورة، الذي أبدى اهتماماً خاصاً بجناح ميناء الملك عبدالله، وتعرف على كافة تفاصيل الميناء معبراً عن إعجابه بضخامة المشروع ونموذج العمل الفريد المستخدم، وتمنى النجاح والتوفيق للمشروع الذي سيكون نموذجاً يحتذى. وخلال الزيارة، أكد كا بون وان على متابعته لآخر التطورات في المملكة واهتمامه برؤية 2030 التي يرى أنها ستحدث تغييراً كبيراً في الاقتصاد السعودي.
ومن جانبه، أكد سعادة المهندس عبدالله حميدالدين، العضو المنتدب لشركة تطوير الموانئ، أن مشاركة ميناء الملك عبدالله ورعايته لمؤتمر ومعرض Sea Asia 2017 قد جاءت في إطار توجهات الميناء لتعزيز تواجده على الساحة العالمية وتعزيز موقعه على خارطة الموانئ العالمية وتعريف المجتمع الدولي بالدور الهام الذي يلعبه. وقال حميدالدين: “يلعب قطاع النقل البحري دوراً بالغ الأهمية في دعم توجهات المملكة واستراتيجياتها للتنوع الاقتصادي الجاري تنفيذها ضمن رؤية 2030، حيث تسعى المملكة إلى تشجيع الاستثمار، وتسهيل الإجراءات، وخفض التكاليف وإزالة القيود لزيادة التبادل التجاري وتحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.”
وفي وجود نخبة من خبراء الأعمال اللوجستية وبعض من كبار القادة المؤثرين في قطاع النقل البحري، قدم نيفيل بيسيت، مدير عام شركة تطوير الموانئ، وهي الجهة المالكة والمطورة لميناء الملك عبدالله، عرضاً شرح من خلاله نموذج العمل في الميناء والتعاون المثمر مع الدولة ممثلةً بهيئة المدن الاقتصادية، بالإضافة إلى مراحل المخطط العام وأبرز المستجدات على مستوى التشغيل والتطوير. واستعرض بيسيت أهم مميزات الميناء، ومن بينها موقعه الاستراتيجي، وتواجده بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية وقربه من الوادي الصناعي ومحطة قطار الحرمين السريع، وكذلك قربه من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، كما تناول سرعة دوران الحاويات، والخدمات البحرية المتطورة التي يقدمها، وأرصفة الدحرجة والبضائع السائبة، علاوة على نظام إدارة الميناء ونظام البوابة الذكية، وهي مميزات تجعل منه الأكثر تطوراً في المنطقة، مما سيمكن الميناء من تعزيز مساهمته في دعم وتنمية الاقتصاد الوطني، وتطور صناعة الشحن في المنطقة.
واختتم المهندس حميدالدين تصريحه قائلاً: “أتاحت لنا مشاركتنا في هذه المناسبة الهامة الالتقاء بالخبراء في مجال النقل البحري وتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث توجهات السوق العالمي، بما يمكننا من تفعيل قطاع الشحن البحري ودعم حركة التجارة بين المملكة والعالم، بالإضافة إلى استعادة حصة المملكة من حركة الواردات إلى الموانئ السعودية بما يتناسب مع حجم اقتصاد المملكة الذي يعد الأكبر في المنطقة، وتقديم الخدمات بالاستفادة من موقع الميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر.”
وتشرف جناح ميناء الملك عبدالله كذلك بزيارة من وزير الموانئ والشحن البحري السري لانكي أرجونا رناتونقا، والذي تبادل الآراء مع مسؤولي الميناء بشأن نموذج العمل في ميناء الملك عبدالله والحلول اللوجستية التي يقدمها، كما استعرض مع فريق الميناء بعض المشاريع والحلول التي يتم تطبيقها في سري لانكا.
وكان ميناء الملك عبدالله قد تمكن من تطوير قدراته بشكل كبير أسهم في رفع الطاقة الإنتاجية السنوية للميناء مع انتهاء العام 2016 إلى مناولة 1,4 مليون حاوية قياسية، كما ارتفعت طاقته الاستيعابية السنوية إلى 4 مليون حاوية. وتتوقع إدارة الميناء الانتهاء من المرحلة الأولى لمحطات البضائع السائبة بطاقة استيعابية قدرتها 3 مليون طن ومحطات الدحرجة بطاقة استيعابية تصل لـ 300 ألف سيارة، لكي تكون جاهزة هذا العام، وذلك بعد توقيع الميناء سابقاً لاتفاقية مع مجموعة NYK، إحدى أكبر شركات دحرجة السيارات في العالم، لتشغيل أنشطة الدحرجة.
ويعتبر ميناء الملك عبدالله، الذي تعود ملكيته لشركة تطوير الموانئ، أول ميناء في المنطقة يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص بالكامل. ويمتاز الميناء بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وخدماته المتكاملة باستخدامه أحدث التقنيات المتطورة والاستعانة بخبراء محليين وعالميين. وقد تم إدراج الميناء ضمن أكبر خطوط الشحن البحري العالمية، حيث تسير خطة أعمال تطويره بخطى ثابتة ورؤية واضحة ليصبح أحد الموانئ الكبرى الرائدة في العالم.
###
نبذة عن ميناء الملك عبدالله
ميناء الملك عبدالله هو أول ميناء يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص في المملكة والمنطقة، ويتميز بموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، أحد أهم مسارات التجارة البحرية العالمية، وبقربه من عدد من المدن الرئيسية واتصاله المباشر بشبكة مواصلات متنوعة ومترامية.
يشغل ميناء الملك عبدالله مساحة 15 كيلومتر مربع وهو يقع بجوار الوادي الصناعي ومنطقة إعادة التصدير بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومن المرتقب أن يساهم بشكل بالغ الأهمية في تعزيز الدور الإقليمي والدولي للمملكة في مجال التجارة والخدمات اللوجستية والشحن. سيتمكن الميناء عند اكتماله من مناولة 20 مليون حاوية قياسية، إلى جانب 1.5 مليون سيارة وكذلك 15 مليون طن من البضائع السائبة في كل عام.
يتميز الميناء بتجهيزاته ومرافقه المتطورة، وأرصفته الأعمق في العالم عند 18 متراً، بالإضافة إلى أرصفة الدحرجة، ونظام إدارة الميناء الالكتروني المتكامل، ما يجعله قادراً على استقبال سفن الشحن العملاقة الحديثة بفئاتها المختلفة، وتلبية الطلب المتنامي على خدمات الشحن في المملكة والمنطقة.
يعد ميناء الملك عبدالله مثالاً فريداً على الدور الهام المنتظر من القطاع الخاص للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، وهو في طريقه ليجسد طموح القائمين عليه بأن يصبح أحد أفضل الموانئ في العالم.